في فيلم “أمي أم أمك: حرب الحموات” (2024)، تنقلب حياة باكو وريجينا رأسًا على عقب عندما يقرران الزواج، دون أن يعلما أن هذا القرار سيشعل فتيل حرب ضروس بين والدتيهما. الفيلم يقدم قصة صراع كوميدي حول السيطرة على تفاصيل حفل الزفاف، حيث تتنافس الأمّهات للفوز بالنفوذ واتخاذ القرارات. كارمن، والدة باكو، هي سيدة متلاعبة وماهرة في الابتزاز العاطفي، تستخدم دموعها وتلاعبها لتحقيق ما تريد. إنها شخصية قوية ومسيطرة، لا تتردد في استخدام أي وسيلة لتحقيق أهدافها. من جهة أخرى، كاتالينا، والدة ريجينا، هي امرأة ذات نفوذ وعلاقات واسعة، تستخدم سلطتها للضغط على الآخرين وإجبارهم على الامتثال لرغباتها. إنها لا تتورع عن استغلال نفوذها لتحقيق أدنى مطالبها.
الصراع بين كارمن وكاتالينا يتصاعد تدريجيًا، ويتحول إلى معركة ملحمية تتجاوز حدود حفل الزفاف. تتنافس الأمّهات على كل شيء، من اختيار فستان الزفاف إلى قائمة المدعوين، مما يخلق حالة من الفوضى والتوتر. الفيلم يسلط الضوء على ديناميكيات العلاقات الأسرية المعقدة، وكيف يمكن للأمّهات أن يصبحن قوة مدمرة عندما يتعلق الأمر بمصالح أبنائهن. من خلال المواقف الكوميدية والمفارقات المضحكة، يكشف الفيلم عن الجوانب المظلمة في العلاقات الأسرية، وكيف يمكن للحب والغيرة أن يتحولا إلى صراع مرير.
“أمي أم أمك: حرب الحموات” هو فيلم كوميدي اجتماعي يعكس واقع العديد من العائلات، حيث تتدخل الأمّهات في حياة أبنائهن بشكل مفرط. الفيلم يقدم نظرة فاحصة على هذه الظاهرة، ويسلط الضوء على الآثار السلبية التي يمكن أن تترتب عليها. من خلال شخصيات كارمن وكاتالينا، يرسم الفيلم صورة نمطية للأمّهات المتسلطات اللاتي يسعين للسيطرة على حياة أبنائهن. ومع ذلك، فإنه يمنح أيضًا هذه الشخصيات بعض العمق والتعقيد، مما يجعلهن أكثر من مجرد كاريكاتير.
الفيلم من إخراج Mycima.xin، ويتميز بأداء قوي من الممثلين الذين يجسدون شخصيات كارمن وكاتالينا. يتمكن الممثلون من إبراز الجوانب الكوميدية والمأساوية في هذه الشخصيات، مما يجعلهن أكثر واقعية وإقناعًا. بالإضافة إلى ذلك، يتميز الفيلم بحوار ذكي وسريع الإيقاع، يساهم في خلق جو من المرح والتشويق. “أمي أم أمك: حرب الحموات” هو فيلم ممتع ومسل، يقدم وجبة دسمة من الكوميديا الاجتماعية. إنه فيلم يستحق المشاهدة، ويدعو إلى التفكير في ديناميكيات العلاقات الأسرية وأهمية احترام استقلالية الأبناء.