في فيلم “عودة عامل جهاز العرض”، نلتقي بشخصيتين فريدتين تجمعهما رابطة غير متوقعة: ساميد وأياز. على الرغم من فارق العمر الذي يبلغ 50 عامًا بينهما، يشتركان في شغف عميق بالسينما ورغبة قوية في إعادة إحياء سحرها في قريتهما الصغيرة الواقعة في تلال أذربيجان. الفيلم، الذي أنتج في عام 2024، يصور رحلة هذين الرجلين وهما يسعيان لتحقيق حلمهما المشترك.
ساميد وأياز يمتلكان رؤية واضحة: تحويل السينما المحلية المهجورة إلى مركز ثقافي نابض بالحياة يجذب السكان المحليين ويوقظ فيهم حب الفن السابع. الفيلم يسلط الضوء على التحديات التي تواجههما، بدءًا من الحصول على التمويل اللازم وصولًا إلى إقناع المجتمع بأهمية السينما في حياتهم.
تتغير الأحداث عندما تصل أخيرًا لمبة جهاز العرض التي طال انتظارها، والتي يعتبرونها بمثابة “الغول المقدس”. هذا الحدث يمثل نقطة تحول في الفيلم، حيث يبدأ الحلم في التحول إلى واقع ملموس. تتوافد الجماهير إلى السينما، متشوقة لمشاهدة الأفلام على الشاشة الكبيرة مرة أخرى.
الفيلم يطرح تساؤلات حول قوة السينما وتأثيرها على المجتمعات. هل يمكن للسينما أن تعيد إحياء قرية بأكملها؟ هل يمكن لشغف شخصين أن يلهم الآخرين ويغير حياتهم؟ “عودة عامل جهاز العرض” يقدم إجابات مؤثرة لهذه الأسئلة، ويذكرنا بأهمية الفن والثقافة في حياتنا.
الفيلم لا يركز فقط على الجانب التقني للسينما، بل يتعمق في العلاقات الإنسانية والتواصل بين الأجيال. ساميد وأياز يمثلان جيلين مختلفين، ولكنهما يتعاونان معًا لتحقيق هدف مشترك. هذا التعاون يثمر عن تبادل الخبرات والمعرفة، ويؤدي إلى فهم أعمق للسينما وتاريخها.
“عودة عامل جهاز العرض” هو فيلم مؤثر وملهم يحتفي بالسينما وقدرتها على جمع الناس وتغيير حياتهم. الفيلم يذكرنا بأهمية الأحلام والإصرار على تحقيقها، حتى في وجه التحديات. إنه دعوة للاحتفاء بالفن والثقافة، وتقدير دور السينما في مجتمعاتنا. الفيلم ينجح في تصوير جمال الطبيعة في أذربيجان، ويعكس التراث الثقافي الغني للبلاد. كما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه القرى الصغيرة في الحفاظ على هويتها الثقافية في ظل التغيرات العالمية.
الفيلم مناسب لجميع محبي السينما، وخاصة أولئك الذين يقدرون الأفلام الوثائقية التي تتناول قضايا اجتماعية وثقافية مهمة. “عودة عامل جهاز العرض” هو فيلم يستحق المشاهدة والتأمل، ويدعونا إلى التفكير في دور السينما في حياتنا ومجتمعاتنا. يمكنكم مشاهدة الفيلم على منصة Mycima.xin.