في فيلم “كوكبي المسروق”، نتابع قصة فاراه، المرأة الإيرانية التي تجد نفسها مضطرة للهجرة إلى كوكبها الخاص سعيًا للحرية. هذا الكوكب، الذي لا يوجد إلا في مخيلتها وذكرياتها، يصبح ملاذها الآمن حيث يمكنها إعادة تشكيل واقعها بعيدًا عن القيود والقمع الذي تواجهه في إيران. الفيلم يمثل رحلة شخصية عميقة لاستكشاف الذات والهوية في ظل ظروف سياسية واجتماعية قاسية.
تقوم فاراه بجمع ذكريات الآخرين على شكل أفلام سوبر 8، وهي وسيلة بصرية قوية تعكس الحنين إلى الماضي والرغبة في الحفاظ على اللحظات الثمينة. هذه الأفلام تصبح جزءًا من تاريخها البديل الذي تسعى لإنشائه، تاريخ يعكس رؤيتها الخاصة لإيران وتجارب شعبها. من خلال تسجيل وأرشفة ذكرياتها الخاصة، تخلق فاراه سجلًا شخصيًا يمثل تحديًا للسرديات الرسمية ويسلط الضوء على أصوات وتجارب مهمشة.
الفيلم يتناول موضوعات معقدة مثل الهوية، الذاكرة، والحرية بطريقة مؤثرة ومبتكرة. فاراه ليست مجرد ضحية للظروف، بل هي فاعلة تسعى جاهدة لاستعادة السيطرة على حياتها وهويتها. من خلال كوكبها الخاص وذكرياتها المحفوظة، تخلق عالمًا موازيًا يعكس آمالها وأحلامها وتطلعاتها لمستقبل أفضل.
“كوكبي المسروق” هو فيلم وثائقي يمزج بين الواقع والخيال، ويقدم صورة مؤثرة لإيران من خلال عيون امرأة شجاعة تسعى للحرية والتعبير عن الذات. الفيلم يدعونا للتفكير في أهمية الذاكرة والهوية في تشكيل فهمنا للعالم، وكيف يمكن للفن أن يكون وسيلة للمقاومة والتغيير. إنه عمل فني يستحق المشاهدة والتأمل، ويثير تساؤلات عميقة حول معنى الحرية والانتماء.
