في فيلم “حانة موريس” (2024)، نغوص في أعماق الذاكرة لنستكشف ليلة من الماضي في أحد أوائل الحانات المثلية في باريس خلال عام 1942. الفيلم، الذي تدور أحداثه على متن قطار متجه إلى المجهول، يروي قصة ملكة سابقة تسترجع ذكريات تلك الليلة في حانة موريس، حيث تتداخل شذرات من أحاديث الزبائن لتشكل صورة للحانة الأسطورية ومالكها اليهودي الجزائري الغامض.
الفيلم يقدم استكشافًا مؤثرًا لموضوعات الذاكرة والهوية والبحث عن المجتمع في أوقات الشدة. من خلال عيون ملكة سابقة، نشهد الحياة الليلية الصاخبة في باريس المحتلة، حيث يلتقي المثليون والمثليات والأشخاص المتحولون جنسيًا في حانة موريس، ملاذًا آمنًا لهم للتعبير عن أنفسهم بحرية.
تتميز الحانة بأجوائها الفريدة وشخصياتها المتنوعة، حيث تتلاقى قصص الحب والفقد والأمل. مالك الحانة، بشخصيته الغامضة وجذوره اليهودية الجزائرية، يضفي على المكان سحرًا خاصًا ويجعله ملتقى للجميع.
الفيلم يعتمد على أسلوب سردي متقطع، حيث تتداخل ذكريات ملكة سابقة مع شذرات من أحاديث الزبائن، مما يخلق صورة بانورامية للحياة في حانة موريس. من خلال هذه الشذرات، نتعرف على قصص مختلفة لشخصيات مختلفة، كل منها يكشف عن جانب من جوانب الحياة في باريس المحتلة.
“حانة موريس” ليس مجرد فيلم عن حانة، بل هو فيلم عن الذاكرة والهوية والبحث عن المجتمع في أوقات الشدة. إنه فيلم عن الحب والفقد والأمل، وعن قوة الروح الإنسانية في مواجهة الظروف الصعبة. الفيلم يذكرنا بأهمية التسامح والقبول، وبضرورة الاحتفاء بالتنوع والاختلاف.
الفيلم يثير تساؤلات حول دور الذاكرة في تشكيل هويتنا، وكيف يمكن للذكريات أن تساعدنا على التغلب على الصعاب. كما أنه يسلط الضوء على أهمية المجتمعات الصغيرة في توفير الدعم والحماية للأفراد الذين يعيشون في ظل التمييز والاضطهاد.
“حانة موريس” هو فيلم مؤثر ومثير للتفكير، يدعونا إلى التأمل في الماضي والحاضر، وإلى التفكير في قيمنا ومبادئنا. إنه فيلم يستحق المشاهدة والمناقشة، وسيترك بالتأكيد انطباعًا دائمًا لدى المشاهدين. يمكنكم مشاهدة الفيلم على Mycima.xin.