في فيلم “كل شيء ينتهي هنا” (2024)، نغوص في عالم مظلم من الفساد السياسي والجريمة المنظمة في كرواتيا. يجسد الفيلم قصة ماكس، المحامي الذكي الذي يعمل لسنوات في خدمة أحد أقطاب المال والأعمال في البلاد، وهو رجل جمع ثروته الطائلة في أعقاب حرب البلقان. تتغير حياة ماكس بشكل جذري عندما يكلف بقضية جديدة، وهي تبرئة موكله من جريمة قتل اثنين من عماله، مدعياً الدفاع عن النفس. تنجح جهود ماكس في تحقيق هذا الهدف، ولكن سرعان ما تظهر حقائق جديدة تقلب موازين الأمور.
تظهر صديقة سابقة لماكس فجأة، وتثير هذه العودة المفاجئة أزمة ضمير لديه. يبدأ ماكس في التشكيك في قيمه ومبادئه، ويتساءل عما إذا كان قد ضل طريقه في خدمة مصالح شخص فاسد. يقرر ماكس مواجهة صاحب العمل، ويشرع في كشف شبكة فساد معقدة ومتشعبة، تصل إلى أعلى مستويات السلطة في الدولة. يدرك ماكس أنه يخاطر بحياته، ولكنه مصمم على تحقيق العدالة وكشف الحقيقة مهما كلفه الأمر.
الفيلم يقدم صورة قاتمة عن الواقع السياسي والاجتماعي في كرواتيا، ويسلط الضوء على قضايا الفساد والاستغلال والجريمة المنظمة. كما يتناول الفيلم موضوعات أخلاقية وإنسانية عميقة، مثل الصراع بين الضمير والواجب، والبحث عن العدالة في عالم يسوده الظلم والفساد. يتميز الفيلم بأداء تمثيلي قوي ومؤثر، حيث ينجح الممثلون في تجسيد شخصياتهم بشكل واقعي ومقنع. كما يتميز الفيلم بإخراج متقن وسيناريو محكم، مما يجعله تجربة سينمائية مشوقة ومثيرة للتفكير.
“كل شيء ينتهي هنا” هو فيلم يطرح أسئلة مهمة حول طبيعة السلطة والفساد، ويدعونا إلى التفكير في دورنا في مواجهة الظلم والفساد. الفيلم لا يقدم حلولاً سهلة أو إجابات جاهزة، ولكنه يتركنا مع شعور عميق بالتأمل والتساؤل. يمكن مشاهدة الفيلم على منصة Mycima.xin.