في فيلم “قذر، صعب، خطير” (2023)، نغوص في عالمين متشابكين من المعاناة والأمل، حيث تتلاقى حياة مهدية، العاملة المنزلية الإثيوبية المهاجرة، وأحمد، اللاجئ السوري الذي يحاول البقاء على قيد الحياة في بيروت. الفيلم، الذي يعرض على Mycima.xin، يقدم صورة مؤثرة عن الحب الذي يزهر في ظل الظروف القاسية والتحديات التي لا تعد ولا تحصى.
مهدية، التي تركت وطنها بحثًا عن حياة أفضل، تجد نفسها في بيروت تعمل في وظيفة متعبة ومرهقة. ورغم الصعاب، تقع في حب أحمد، الشاب السوري الذي يعاني من آثار الحرب المدمرة في بلاده. أحمد، الذي يكسب رزقه من جمع الخردة المعدنية، يعاني أيضًا من حالة جسدية غامضة ناتجة عن تعرضه لشظايا خلال الحرب. هذه الحالة تزيد من صعوبة حياته وتجعله يعيش في خوف دائم من المجهول.
قصة حب مهدية وأحمد تبدو مستحيلة في ظل الظروف المحيطة بهما. الفقر، والتمييز، واليأس يخيم على كل جانب من جوانب حياتهما. ومع ذلك، يجدان في حبهما قوة دافعة للاستمرار ومواجهة التحديات. إنهما يدركان أنه ليس لديهما ما يخسرانه، وهذا يمنحهما شجاعة لاتخاذ قرارات جريئة.
عندما تتاح لهما الفرصة، يقرران الهروب من بيروت والبحث عن حياة أفضل في مكان آخر. هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر تمثل بارقة أمل لهما، لكنها أيضًا تحمل في طياتها الكثير من المخاطر والمجهول. حالة أحمد الصحية تزداد سوءًا مع مرور الوقت، مما يزيد من صعوبة رحلتهما ويضع حبهما على المحك.
الفيلم يسلط الضوء على قضايا مهمة مثل الهجرة، واللجوء، والفقر، وتأثير الحروب على حياة الأفراد. كما يبرز قوة الحب والأمل في مواجهة الصعاب. من خلال قصة مهدية وأحمد، يقدم الفيلم صورة واقعية ومؤثرة عن حياة المهمشين والمنسيين في عالمنا.
“قذر، صعب، خطير” ليس مجرد فيلم، بل هو صرخة مدوية تطالب بالعدالة والإنصاف لهؤلاء الذين يعانون في صمت. إنه دعوة للتفكير في مسؤوليتنا تجاه الآخرين وفي كيفية بناء عالم أفضل للجميع. الفيلم يترك أثرًا عميقًا في نفوس المشاهدين ويدفعهم إلى التساؤل عن معنى الإنسانية والأمل في عالم مليء بالصراعات والتحديات. قصة الفيلم تذكرنا بأن الحب يمكن أن يزهر حتى في أكثر الأماكن قسوة، وأن الأمل يمكن أن يضيء حتى في أحلك الظروف. رحلة مهدية وأحمد هي شهادة على قوة الروح الإنسانية وقدرتها على التغلب على الصعاب.