في فيلم “القدر البوسني” (2023)، نتابع قصة فاروق سيغو، الكاتب البوسني الذي يواجه أزمة وجودية ومهنية في النمسا. يجد فاروق نفسه على شفا الترحيل، والسبيل الوحيد لتجنب ذلك هو إثبات أنه قدم مساهمة ثقافية ذات قيمة للمجتمع النمساوي. هذه المهمة تبدو شبه مستحيلة، خاصة وأن فاروق يعاني من إحباط عميق بسبب فشله في تحقيق النجاح الأدبي الذي طمح إليه.
تتجسد فرصة فاروق الأخيرة في فرقة مسرحية صغيرة وغير معروفة، توافق على تقديم مسرحية كتبها في شبابه. هذه المسرحية تمثل بالنسبة لفاروق نافذة على ماضيه، وتعيد إليه ذكريات وأحلامًا كان قد دفنها. العودة إلى المسرح ليست مجرد محاولة يائسة لتجنب الترحيل، بل هي رحلة شخصية عميقة يجبر فيها فاروق على مواجهة نفسه وماضيه.
خلال رحلته، يلتقي فاروق بشخصيات متنوعة من عالم المسرح، كل منهم يحمل قصته الخاصة. يتعلم من هؤلاء الأشخاص دروسًا قيمة عن الحياة والفن، ويبدأ في إعادة تقييم قيمه وأولوياته. يكتشف أن النجاح الحقيقي لا يكمن في الشهرة أو المال، بل في العلاقات الإنسانية والمعنى الذي يجده في عمله.
المسرحية التي كتبها فاروق في شبابه تصبح رمزًا لأحلامه وطموحاته الضائعة. من خلال العمل مع الفرقة المسرحية، يبدأ فاروق في استعادة شغفه بالكتابة والإبداع. يدرك أن الفن يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن الذات والتواصل مع الآخرين، وأنه يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تغيير المجتمع.
“القدر البوسني” هو فيلم مؤثر يتناول مواضيع الهوية والانتماء والذاكرة. يسلط الفيلم الضوء على أهمية الثقافة والفن في حياة الأفراد والمجتمعات، وكيف يمكن للإبداع أن يلهمنا ويساعدنا على تجاوز الصعاب. كما يطرح الفيلم أسئلة مهمة حول معنى النجاح والفشل، وما الذي يجعل الحياة ذات قيمة.
\nالفيلم يتميز بأداء تمثيلي قوي وقصة مؤثرة، بالإضافة إلى إخراج متقن يجمع بين الكوميديا والدراما. “القدر البوسني” هو فيلم يستحق المشاهدة، ويدعونا إلى التفكير في حياتنا وقيمنا، وإلى تقدير أهمية الفن والثقافة في عالمنا. يمكنكم مشاهدة الفيلم على Mycima.xin.
