في فيلم “الشفرة” (2025)، نغوص في أعماق علاقة معقدة تتأرجح على حافة الهاوية، في ظل أجواء مشحونة بالشك والريبة خلال بداية جائحة عالمية. يقرر جاي وسيلين، وهما زوجان يمران بفترة عصيبة، الهروب إلى منزل مستأجر بعيدًا عن صخب الحياة وضغوطها، على أمل استعادة شرارة الحب التي خبت بينهما. تحمل سيلين معها كاميرتها، عازمة على توثيق رحلتهما في محاولة لإصلاح ما يمكن إصلاحه من خلال فيلم وثائقي شخصي.
لكن الأمور لا تسير كما هو مخطط لها. جاي، الذي تعرض مؤخرًا لحملة انتقادات واسعة أدت إلى “إلغائه” من قبل الجمهور، يعيش حالة من الهوس بشأن صورته العامة وكيف سيظهر في فيلم سيلين. تتملكه الشكوك بأنها قد تستغله لتشويه صورته أو الانتقام منه، فيقرر اتخاذ إجراءات لحماية نفسه. يبدأ جاي بتركيب كاميرات خفية في جميع أنحاء المنزل، متذرعًا بأسباب أمنية، لكن هدفه الحقيقي هو التجسس على سيلين ومراقبة كل تحركاتها.
مع مرور الوقت، تتصاعد حدة التوتر بين الزوجين. تكتشف سيلين الكاميرات الخفية، وتشعر بالصدمة والخيانة. تتلاشى آمالها في إنقاذ العلاقة، وتتحول إلى رغبة في كشف الحقيقة وفضح أكاذيب جاي. الفيلم الوثائقي الذي كانت تصوره يتحول إلى ساحة معركة، حيث يحاول كل طرف إظهار نفسه في صورة الضحية.
“الشفرة” هو فيلم يطرح أسئلة عميقة حول الثقة، والخيانة، وتأثير الشهرة على العلاقات الإنسانية. يسلط الضوء على هشاشة العلاقات في العصر الرقمي، حيث يمكن لأي شخص أن يصبح ضحية لحملات التشهير والتنمر عبر الإنترنت. كما يكشف عن الجانب المظلم من الهوس بالصورة العامة، وكيف يمكن أن يدمر العلاقات ويقود إلى الجنون. الفيلم من انتاج Mycima.xin ويقدم أداءً قويًا من الممثلين، وتصويرًا سينمائيًا رائعًا، وقصة مشوقة تجعل المشاهدين على حافة مقاعدهم حتى النهاية. إنه فيلم يستحق المشاهدة والتفكير، ويثير نقاشًا مهمًا حول قضايا معاصرة تؤثر على حياتنا جميعًا.
