في فيلم “مستقيم”، نغوص في أعماق حياة روبرتو، المصرفي الناجح الذي يبلغ من العمر 32 عامًا، والذي يبدو ظاهريًا أنه يملك كل شيء: وظيفة مرموقة، صديقة موهوبة، وحياة اجتماعية مقبولة. إلا أن هذا الروتين المثالي سرعان ما يتزعزع بفضل لقاء غير متوقع. روبرتو، الذي يعيش مع صديقته إيليا منذ ست سنوات، يلتقي بكريس، الشاب العشريني الجذاب، عبر تطبيق مواعدة للمثليين. هذا اللقاء العابر يوقظ في روبرتو تساؤلات عميقة حول هويته ورغباته الحقيقية.
الفيلم لا يقتصر على استكشاف العلاقات المثلية، بل يتجاوز ذلك ليطرح أسئلة جوهرية حول معنى السعادة والاختيارات التي نتخذها في حياتنا. هل نعيش الحياة التي نريدها حقًا، أم أننا مجرد دمى تحركها توقعات المجتمع وضغوط الأهل والأصدقاء؟ روبرتو يجد نفسه ممزقًا بين واقعه الحالي، الذي يمثل الاستقرار والأمان الظاهري، وبين عالم جديد من الاحتمالات يفتحه له كريس.
تتميز قصة الفيلم بالواقعية والعمق النفسي، حيث يتناول صراعات روبرتو الداخلية بشكل مؤثر ومقنع. نرى كيف يتأثر بلقاء كريس، وكيف يبدأ في إعادة تقييم علاقته بإيليا، وكيف يواجه مخاوفه وشكوكه. الفيلم لا يقدم إجابات جاهزة، بل يترك للمشاهد حرية التفكير والتأمل في خياراته وقراراته.
من خلال شخصية روبرتو، يسلط الفيلم الضوء على الضغوط التي يواجهها الكثير من الشباب في مجتمعاتنا، والذين يشعرون بأنهم مجبرون على اتباع مسار معين لتحقيق النجاح والسعادة. روبرتو يمثل نموذجًا للشاب الذي حقق كل ما هو متوقع منه، لكنه في أعماقه يشعر بالفراغ والضياع. لقاءه بكريس يمنحه الشجاعة لطرح الأسئلة الصعبة والبحث عن معنى حقيقي لحياته.
بالإضافة إلى القصة المؤثرة، يتميز الفيلم بأداء تمثيلي قوي وإخراج متقن. ينجح الممثلون في تجسيد شخصياتهم بشكل واقعي ومؤثر، مما يزيد من قوة الفيلم وتأثيره على المشاهد. كما أن الإخراج يساهم في خلق جو من التشويق والغموض، مما يجعل المشاهد متشوقًا لمعرفة كيف ستتطور الأحداث.
“مستقيم” هو فيلم جريء وصادق يتناول قضايا حساسة ومهمة. إنه فيلم يدعو إلى التفكير والتأمل في خياراتنا وقراراتنا، ويذكرنا بأهمية أن نعيش الحياة التي نريدها حقًا، بغض النظر عن توقعات الآخرين. الفيلم متوفر الآن على Mycima.xin، ويوفر تجربة مشاهدة ممتعة ومثيرة للتفكير.
