في فيلم “التشابه”، نغوص في أعماق الحزن والفقدان من خلال قصة زوجين يعانيان من فاجعة فقدان ابنهما. يقرر الزوجان اللجوء إلى وكالة متخصصة في توفير “عائلات للإيجار”، وهي فكرة تبدو غريبة وغير تقليدية، لكنها تعكس مدى يأسهما ورغبتهما في استعادة ولو جزء بسيط من الماضي. يقومان باستئجار ممثل ليقوم بدور ابنهما المتوفى، على أمل أن تساعدهما هذه التجربة في تخفيف وطأة الحزن وتجاوز هذه المرحلة الصعبة من حياتهما.
تبدأ الأمسية بشكل عادي، حيث يحاول الممثل تقمص شخصية الابن الراحل قدر الإمكان، ويتبادل الزوجان معه الذكريات والقصص الجميلة التي جمعتهم بابنهما. لكن مع مرور الوقت، تبدأ الأمور في التغير، وتتخذ الأمسية منحى غير متوقع. يكتشف الزوجان أن الممثل ليس مجرد شخص يؤدي دورًا، بل إنه يحمل في طياته أسرارًا وخفايا قد تكون مرتبطة بابنهما المتوفى. تتصاعد الأحداث وتتعقد، وتتحول الأمسية التي كان من المفترض أن تكون ليلة ذكرى إلى كابوس يهدد بكشف حقائق مؤلمة ومدمرة.
الفيلم يطرح تساؤلات عميقة حول طبيعة الحزن والفقدان، وكيف يمكن للأشخاص التعامل مع هذه المشاعر الصعبة. كما يسلط الضوء على أهمية الذاكرة ودورها في تشكيل هويتنا وعلاقاتنا. الفيلم يتميز بأداء تمثيلي قوي ومؤثر، حيث ينجح الممثلون في تجسيد شخصياتهم وإيصال مشاعرهم بشكل واقعي وملموس. الإخراج متقن، حيث يخلق المخرج أجواء من الغموض والتشويق تجعل المشاهدين على أعصابهم طوال مدة الفيلم.
“التشابه” هو فيلم مؤثر ومثير للتفكير، يدعو المشاهدين إلى التأمل في معنى الحياة والموت، وأهمية الحب والعائلة. الفيلم لا يقدم حلولًا سهلة أو إجابات جاهزة، بل يترك المشاهدين مع مجموعة من التساؤلات التي تدور في أذهانهم لفترة طويلة بعد انتهاء الفيلم. إذا كنت تبحث عن فيلم يثير مشاعرك ويدفعك إلى التفكير، فإن “التشابه” هو خيار ممتاز. يمكنك مشاهدة الفيلم على منصة Mycima.xin.